السلام عليكم
ظاهرة متفشية في مجتمعنا اليوم وهي الإدمان على المخدرات
واصبح الصغار والكبار يتعاطونها وكانها جزء من حياته
إلى متى نبقى مكتوفي الايدي الكل معني بمعالجة هذه الفئة
والبداية تكون في توعية اولادنا وبناتنا وتربيتهم تربية حسنة
ومعرفة كل صغيرة وكبيرة على اولادنا وبناتنا
الإدمان
http://www.sehetna.com/uploads/uploa...288_resize.jpgتعد مشكلة الإدمان من أخطر وأعقد المشاكل التي تواجه المجتمع في الوقت الحاضر، ولا يكاد يفلت منها أي مجتمع سواء أكان متقدما أو ناميا، وتتجلى خطورة هذه المشكلة في أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية .. من جميع جوانبها؛ فهي تمس علاقته بنفسه من حيث نظرته لنفسه، ومن حيث اهتماماته وأهدافه، كما تمس علاقته بأفراد عائلته، وعلى نطاق أوسع، تظهر خطورة الإدمان في أنها تمس المجتمع من جوانب مختلفة، أكثرها وضوحا صحة وأمن هذا المجتمع؛ حيث أدى انتشار الإدمان إلى زيادة نسبة جرائم السطو المسلح والسرقة والاغتصاب.. عدا عن زيادة انتشار الأوبئة المرضية الفتاكة كنقص المناعة المكتسبة (الايدز) والأمراض التناسلية المتنوعة.. إضافة إلى الجرائم التي ترتكب تحت تأثير الإدمان، فما هو الإدمان ومتى ظهر وكيف يمكن علاجه؟
لمحة تاريخية عن المواد المخدرة
تعود معرفة الإنسان بالمواد المخدرة إلى زمن بعيد؛ حيث دلت النقوش على جدران المعابد والكتابات على أوراق البردي المصرية القديمة، حتى الأساطير المروية التي تناقلتها الأجيال على هذه المعرفة القديمة، فالهندوس على سبيل المثال كانوا يعتقدون أن الإله (شيفا) هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط، ثم تستخرج منه باقي الآلهة ما وصفوه بالرحيق الإلهي ويقصدون به الحشيش..، أما قبائل الأنديز فقد انتشرت بينهم أسطورة تقول بأن امرأة نزلت من السماء لتخفف آلام الناس، وتجلب لهم نوماً لذيذاً، وتحولت بفضل القوة الإلهية إلى شجرة الكوكا.
مفهوم المادة المخدرة
المفهوم القانوني : فهي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وترهق الجهاز العصبي وتذهب العقل، ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض محدودة يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك
المفهوم الطبي : هي كل مادة نباتية أو كيميائية بسيطة أو مركبة ذات خواص معينة تؤثر في متعاطيها نفسيا أو جسديا أو كليهما معا، مع إمكانية أن تجعله مدمنا ومعتمدا عليها لا إراديا عليها - باستثناء تعاطيها لغرض العلاج من بعض الامراض، وتحت الاشراف طبي - وتشكل ضررا على متعاطيها نفسيا كان أو جسديا أو اجتماعيا أو كل ذلك مجتمعا، ولا يستطيع التخلص منها إلا بمساعدة طبية متخصصة.
الادمان التسمم المزمن
الإدمان هو نمط سلوكي يقوم على الاعتماد على المادة المؤثرة عقليا ويكون مصحوبا برغبة جامحة لتوفير المادة المتعاطاة باستمرار، واحتمالية عالية جدا للرجوع إلى هذا السلوك في حال الانقطاع عنه، أي بمعنى آخر هو حالة تسمم دورية أو مزمنة ناتجة عن الاستخدام المتكرر للمادة المؤثرة عقليا.
أنواع العقاقير والمواد الأخرى المؤثرة عقليا
http://www.sehetna.com/uploads/uploa...356_resize.jpgتنوعت طرق تصنيف المؤثرات العقلية والعقاقير، فقد صنفت إلى ثلاثة مستويات حسب تأثيرها وهي:
1.
المنبهات: وهي مجموعة من العقاقير والمواد تعمل على زيادة نشاط الجهاز العصبي المركزي وتسريع دقات القلب ومعدل التنفس، كما تؤدي من جهة أخرى إلى الأرق (وهو عدم القدرة على النوم) والقلق.
2.
المثبطات: وهي مجموعة من العقاقير والمواد التي تعمل على إبطاء عمل الجهاز العصبي المركزي وبقية أعضاء الجسم، كما تخفض من عدد دقات القلب وسرعة التنفس وحركة العين.
3.
المهلوسات: وهي مجموعة من العقاقير والمواد التي تفقد المرء الاتصال بالواقع وتؤثر في عمليات الجهاز العصبي بحيث يتراءى للمدمن أو يسمع أو يشم أشياء غير واقعية (الهلاوس)..، والتي قد تؤدي إلى إيذاء النفس والآخرين.
وفي تصنيف آخر قسمت العقاقير والمخدرات إلى خمسة أنوع تؤثر بشكل سلبي على الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية لأفراد المجتمع، وهذه الأقسام هي:
1.
العقاقير والمؤثرات العقلية الموجودة في متناول أفراد المجتمع مثل:
* الكافيين، وهو من المنبهات ومن مصادره القهوة والشاي.
* الكحول، وهو من المثبطات.
* النيكوتين، وهو من المنبهات، ومن مصادره الدخان بجميع أشكاله؛ السجائر أو السيجار أو النرجيلة أو الغليون.
2.
العقاقير والمؤثرات العقلية التي تباع في الصيدليات مثل:
* العقاقير التي تعالج السعال، وهي من المثبطات.
* الأدوية التي تؤدي إلى فقدان الشهية، وهي من المنبهات.
3.
العقاقير والمؤثرات العقلية التي تصرف بوصفة طبية مثل:
* المهدئات، وتصنف من ضمن المثبطات، والأصل في استخدامها الطبي علاج حالات القلق والتوتر وبعض حالات الصداع، وبخاصة مركبات البنزو، إلا أنه أسيئ استخدامها فأدرجت ضمن العقاقير المخدرة، ويؤدي إدمان هذا النوع من المهدئات إلى الاعتماد الفسيولوجي والسيكولوجي، وإن كانت أعراض الانسحاب منه أخف وطأة من غيره من المواد المخدرة.
* المنومات، وهي من المثبطات.
* المورفين، وهو من المثبطات يوجد في نبات الأفيون، وهو عبارة عن مادة مسكنة تستعمل طبيا لتسكين الآلام، أما استعمالاته غير القانونية فيستعمل كمادة مخدرة ويؤخذ عن طريق الحقن أو التدخين أو الشم أو البلع.
4.
الاتجار غير مشروع:
* إل إس دي (LSD)، وهي مادة كيميائية تصنف ضمن المهلوسات، وتحضر في المختبر تعمل على تغيير المزاج ويقع متعاطيها في هلوسات حيث يسمع ألواناً ويرى أصواتاً ويصاب بنوبات رعب وارتباك ويتخيل أموراً مخيفة.
* الهرويين، وهو من أكثر أنواع المثبطات خطورة، والمادة الأساسية فيه هي المورفين، ويؤخذ بطرق متعددة كالشم بعد الحرق أو الحقن تحت الجلد أو في الوريد.
* الكوكايين، ويصنف ضمن المنبهات الطبيعية، وهو من أكثر المواد المنشطة الفعالة ويتم استخلاصه من أوراق نبات الكوكا، ويؤخذ الكوكايين عن طريق التدخين أو الاجترار تحت اللسان أو البلع.. وفي بداية التعاطي يشعر المدمن بنوع من النشوة والسعادة والنشاط المتدفق، ولكن هذه الحالة لا تدوم طويلاً؛ إذ سرعان ما يعقبها الكسل والهبوط واللامبالاة والضعف العام، فيحاول أن يعوضها بجرعة أخرى من المنشط، فيدخل في المرحلة الثانية.
* الماريجوانا، وهي من المهلوسات وتكون عبارة عن خليط أخضر/ بني من أوراق وبذور وجذور وأزهار نبات القنب المقطعة والمخلوطة معا، وتؤخذ عن طريق التدخين كسيجارة أو بالغليون.
* الحشيش، وهو من المهلوسات الطبيعية، ويستخلص من نبات القنب، وهو نبات خشن الملمس له جذور عمودية، ويؤخذ الحشيش عن طريق التدخين أو الشرب أو الأكل.
5.
المواد الذائبة (المتطايرة) التي تستعمل في الصناعات والأعمال المهنية مثل:
* الآجو
* التنر
* البنزين
وتكتسب هذه الأنواع من المواد أهمية خاصة نظرا لسهولة الحصول عليها ورخص ثمنها والضرر الذي تحدثه على أجهزة الجسم بشكل عام والدماغ والرئة والقلب بشكل خاص.
http://www.sehetna.com/uploads/uploa...311_resize.jpgللإدمان تأثيرات خطيرة على جسم المتعاطي ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه التأثيرات من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجة خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في النقاط التالية:
1.
صحياً
*
الخمول والكسل.
*
التهور واضطراب الإدراك.
*
قصور الكبد والرئتين.
*
الموت المفاجئ عند تناول جرعات كبيرة.
*
التعرض لخطر الإصابة بمرض الإيدز من خلال المشاركة بأدوات الحقن الملوثة التي تستعمل لحقن المخدرات بين عدة أشخاص.
*
هبوط التنفس وازدياد الحاجة إلى الأكسجين لتنقية الدم في حال تعاطي الهرويين.
*
الغيبوبة المفاجئة عند زيادة الجرعة.
*
تلف الأنسجة الرئوية وغشاء الأنف في حال تعاطي المورفين على سبيل المثال.
*
زيادة أو إبطاء دقات القلب بحسب تأثير المادة التي يتم تعاطيها.
*
اضطراب الاحساس بالزمن والمسافات وتضخيم الذات واضطراب الذاكرة.
2. اجتماعياً
*
انقطاع المدمن عن المجتمع وابتعاده عن جو العائلة.
*
انهيار علاقاته مع أسرته وأصدقائه وزملائه في المدرسة أو العمل.
*
فقدانه المسؤولية مما يسبب صعوبة التعامل معه والاعتماد عليه.
*
انحراف المزاج والسلوك المخالف للعادات والقيم.
*
خسارته وظيفته أو انخفاض مستوى أدائه في الدراسة أو العمل.
*
ارتكاب جرائم تحت تأثير الحاجة للمخدرات كجرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار.
ولا تقف أزمة الإدمان عند آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم، وإنما تمتد تداعياتها إلى المجتمعات والدول، حيث ترتبط بها جرائم كثيرة، لعل أبسطها حوادث المرور، كما تلحق أضرارا بالغة باقتصاديات العديد من الدول مثل انخفاض معدلات الإنتاج وهدر أوقات العمل، وخسارة القوى العاملة وانحسار الرقعة الزراعية المخصصة للغذاء وتراجع التنمية.
لماذا يتجه الناس للإدمان؟
هناك عدة أسباب تدفع الناس إلى الوقوع في براثن الإدمان، وتختلف هذه الأسباب من نفسية أو عائلية أو اجتماعية أو اقتصادية وقد تجتمع معاً، وفيما يلي سرد لبعض من أسباب لجوء المدمن إلى تعاطي المخدرات:
1- عدم الوعي بكيفية استخدام العقاقير والأدوية.
2- عدم الوعي بأخطار المخدرات وآثارها السلبية.
3- ضعف الوازع الديني.
4- التفكك الأسري.
5- غياب أحد الأبوين أو كليهما في الواقع أو من حيث تأثيرهما.
6- الفراغ.
7- تقليد الغير وضعف الشخصية.
8- حب الاستطلاع والرغبة في إثبات الذات أمام الغير.
9- رفقاء السوء.
10- سفر الشاب وحده دون تحصين ديني أو أخلاقي.
11- الاعتقاد الخاطئ بأن الإدمان ملاذ للهروب من الواقع المرير.
12- الاعتقاد الخاطئ بأن الإدمان يحسن من الحالة النفسية والمزاج.
13- الرغبة بإيذاء النفس لأسباب نفسية واجتماعية.
14- الاعتقاد الخاطئ بأن الإدمان يخفف الوحدة والاكتئاب.
15- الاعتقاد الخاطئ بأن تأثير المخدرات مؤقت.
ضغوط الزملاء (Peer Pressure)
يؤدي التأثير السيئ من الزملاء والأصدقاء دوراً كبيراً في وقوع الكثيرين في براثن الإدمان، وللوقاية من هذا التأثير والتصدي له، لا بد من التسلح بالإيمان أولاً، ثم امتلاك مهارات واستراتيجيات، إلى جانب وعي كامل بهذا الموضوع ومخاطره الجسيمة، ونذكر من هذه المهارات والاستراتيجيات ما يلي:
* بالنسبة للآباء:
- زيادة وعي الأبناء بالإدمان ومخاطره، وتعريفهم بالطرق الصحيحة لاستعمال الدواء.
- تنمية ثقة الأبناء والشباب بأنفسهم.
- تنمية قدراتهم على التمييز بين الصواب والخطأ.
- تحصينهم بسلاح الدين والأخلاق.
- التعرف على أصدقاء أبنائهم.
- مراقبة الآباء لمصادر كسب وإنفاق أبنائهم، حتى لا يسهل المال الوفير تأثير رفاق السوء.
* بالنسبة للشباب:
- الابتعاد عن رفاق السوء.
- التسلح بالمعرفة والوعي والثقة بالنفس.
- عدم الانسياق للفضول وحب الاستطلاع الذي يقودك إلى هذا الطريق.
- ممارسة الأنشطة الرياضية الفاعلة والتي تدعم شخصية الفرد.
- ممارسة أنشطة مختلفة بعد الدراسة أو العمل لملء وقت الفراغ.
*بالنسبة للمجتمع عامة:
- تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية الدينية لتحصين الوازع الديني.
- تفعيل دور مؤسسات المجتمع المحلي كالنوادي والمدارس في تعزيز احترام الفرد لذاته ليكون عضوا فاعلا واثقا من نفسه، مساهما في منفعة المجتمع.
- مراقبة وعمل التحديدات اللازمة للشباب فوجود المال الوفير بأيديهم يساعد على التجاوب مع ضغوط زملائهم سواء في الدراسة أو العمل.
- إنشاء برامج تدريب وتوعية للآباء في التعامل مع أبنائهم لا سيما في سن الطفولة والمراهقة والشباب.
- عقد برامج ودورات حول كيفية التعامل مع الأطفال الذين لديهم مهارات اجتماعية ضعيفة أو سلوك عدواني وتعريفهم بالضغوطات السلبية لكي يتمكنوا من تجنبها.
الإدمان ورأي الدين الإسلامي
تقدم أن الإدمان يعني الاعتياد على شيء ما، حسناً كان أو سيئاً، لكن العرف السائد حدد وحصر هذا المصطلح في الاعتياد على الأمور السيئة الخبيئة فقط؛ فلا يقال مثلاً: إن فلانا مدمنا على العصير أو الشاي ..، وإنما يقال: فلان مدمن على المخدرات أو الحشيش .. أو الدخان.
والإدمان بهذا العرف حرام من بدايته إلى منتهاه ..، فمن يكثر في شرب أو تناول محرم لا يختلف حكمه عمن يتناوله مرة أو مرتين .. جرعة أو جرعتين ..، والقاعدة في ذلك معروفة، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليله حرام".
ويضاف إلى ذلك قوله عليه السلام: "ومن تحسىّ (تناول) سمّاً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً"، الذي هو نص واضح في الموضوع على حرمة كل مطعوم أو مشروب فيه قتل للجسم والروح.
علاوة عن أن الإدمان انتحار وقتل للنفس التي نهى الله تعالى عن الإضرار بها من قريب أو بعيد، يقول عليه الصلاة والسلام: "ومن قتل نفسه بشيء عذّب به في نار جهنم". ولا يظن ظان أن روحه ملك له، لا يسأل عما يفعل بها من شر، بل هي ملك لله تعالى الذي خلقه.
الإدمان والتدخين ... وجهان لعملة واحدة
http://www.sehetna.com/uploads/uploa...286_resize.jpgلا يمكننا الحديث عن الإدمان دون أن نأتي على ذكر العلاقة الوثيقة بين المؤثرات العقلية والتدخين، حيث ثبت في دراسات أجريت في المجتمع الإنساني أن كل مدمن عموما هو مدخن وليس كل مدخن مدمن.
ولا تعتقد أن التدخين أقل ضررا أو أخف تأثيرا؛ فأوراق التبغ التي تصنع منها السجائر تحتوي على مادة النيكوتين شديدة السمية التي تعد مادة منبه يمكن الإدمان عليها وقد تعادل في أضراراها الأنواع الأخرى من المؤثرات العقلية، وقد تكون مقدمة للوقوع في براثن الإدمان على المواد المؤثرة عقليا الأخرى، أضف إلى ذلك الأمراض الخطيرة التي يصاب بها المدخن والمخالطين له كسرطان الرئة والتهاب القصبات المزمن والربو وغيرها من الأمراض التي نحن ومن حولنا في غنى عنها.
كيف أتعافى من الإدمان؟
http://www.sehetna.com/uploads/uploadsPicture_134.jpgيعتقد معظم المدمنين أنه يمكنهم التوقف عن تعاطي المخدرات وحدهم ودون مساعدة، ويحاول الكثير منهم التوقف عن التعاطي، إلا أن جميع محاولاتهم تبوء بالفشل؛ حيث ثبت أن الاستعمال طويل الأجل للمؤثرات العقلية يؤدي إلى حدوث تغيرات في وظيفة الدماغ تبقى قائمة حتى بعد التوقف عن التعاطي لفترة ثم تعود الأمور لطبيعتها الأصلية، حيث لوحظ انحسار وزوال التلف الدماغي (شعاعيا) بعد التوقف عن الاستعمال بفترة وجيزة.
وتختلف طرق علاج الإدمان باختلاف المادة المؤثرة عقليا التي يتم تعاطيها وأيضاَ باختلاف شخصيات المرضى، ويتضمن العلاج نوعين: العلاج السلوكي (كتقديم المشورة والعلاج الإدراكي والعلاج النفسي)، والثاني العلاج بالأدوية، ويمكن الجمع بين العلاجين.
وتصنف أساليب العلاج إلى عدة أنواع منها:
- طريقة الوقاية من الآثار الانسحابية (الانتكاسة)، وهي طريقة علاج إدراكية سلوكية تعالج الإدمان على الكحول والكوكايين، وتتضمن مجموعة من الإستراتيجيات المصممة لتعزيز السيطرة على النفس لدى المريض.
- طريقة العلاج النفسي الإيجابي التعبيري، وهي طريقة معتمدة على العلاج النفسي وتتم ضمن فترة زمنية محددة، وتستخدم لعلاج المدمنين على الهرويين والكوكايين، وتتضمن هذه الطريقة تقنيتين هما: التقنية الداعمة التي تساعد المريض على التعبير عن تجربته الشخصية بحرية وراحة، والتقنية التعبيرية التي تساعد المريض على تحديد علاقاته الشخصية والعمل ضمنها.
- طريقة المشورة الفردية، وتركز هذه الطريقة على تقليل أو وقف استعمال المؤثرات العقلية المحظورة من قبل المدمن، كما تتناول أيضا جوانب أخرى ذات علاقة كالوضع الوظيفي والعلاقات الأسرية والاجتماعية، إلى جانب مضمون برنامج شفاء المدمن.
- طريقة العلاج التحفيزية، وتعتمد هذه الطريقة على تقديم مشورة للمريض ليغير سلوكه، وتساعده على التخلص من التردد بشأن الحصول على المساعدة والعلاج، كما تتضمن هذه الطريقة استراتيجيات لحث المريض على التغير بسرعة ومن الداخل.
- المعالجة السلوكية للمراهقين، وتركز هذه الطريقة على مبدأ أن السلوك غير المرغوب به يمكن تغييره من خلال توضيح السلوك المرغوب به بشكل واضح وتقديم مكافآت على كل إنجاز يحققه المريض.
المخدرات والقانون
يتساءل المدمن دائما عن مصيره إذا ما اكتشف، فهو يتعاطى مواد ممنوعة بالقانون، وهذا قد يمنع الكثير من المدنين من اللجوء للعلاج، والحقيقة أن القوانين في مختلف الدول تتناول هذا الجانب بطرق مختلفة،
أما القانون
فقد أزال الصبغة الإجرامية (أسقط الحق العام) عن المتعاطي الذي يلجأ للعلاج طوعا، فمن يصل إلى عيادة أو مستشفى طلبا للعلاج لا يبلغ عنه ولا يطارد قضائيا، بل أن القانون وضع عقوبة الحبس والغرامة على الأطباء إذا ما أفشوا سر هذا المريض، ولكن إذا تمكنت أجهزة مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على من يتعاطى فإنه يعاقب بالسجن والغرامة، كما أن للمحكمة الحق في استبدال العقوبة بالعلاج إذا رأت ذلك مناسبا.
دور الإعلام فى الوقاية من الإدمان
إعداد
د.محمود جمال ابو العزائم
مستشار الطب النفسى
للإعلام والتعليم دور هام فى تغيير السلوك الإنسانى وذلك بتغير المعارف والقيم عن طريق المناقشة والإقناع . ويفترض على سبيل المثال ، أنه فى برامج الإعلام ، تؤدي المعرفة إلى تغيير المواقف التى تؤدى بدورها إلى تغييرات سلوكية. ومع ذلك ، فيجب أن نضع فى اعتبارنا أن المعرفة لا تؤدى دوماً لتغييرات فى الموقف، ولا أن تغييرا فى السلوك يعقبه بالضرورة تغييرا فى الموقف.
ولا ينفي هذا نفع الإعلام والتعليم فيما يتعلق بالوقاية من استعمال المخدرات، والواقع، أنه يبين الحاجة إلى رصد وتقييم هذه البرامج على جماهير مختلفة.
وتهدف التدابير الإعلامية فى المحل الأول إلى خلق مشاركة الأفراد والجماعات والمجتمع فى برامج الوقاية وإعادة الاندماج الاجتماعي.
( أ ) التدابير الإعلامية
أن تقدم معلومات عن الاستعمال غير المشروع للمخدرات – وبخاصة عن مخاطر مثل هذا الاستعمال وهو النمط الأكثر شيوعاً فى برنامج الوقاية. وهو يتميز عادة بنهجين : نهج الترويع ، أو التخويف ، والنهج الواقعي.
1.
2. نهج الترويع أو التخويف.
فلسفته
*
* يؤدي التأكيد والتخويف عن الآثار الضارة للمخدرات وعواقب استعمالها إلى اتخاذ قرار بعدم تجربتها.
* أما من يستعملون هذه المخدرات فعلا، فإن هذه المعرفة ستثني عزيمتهم عن الاستعمال أو التجريب اللاحق لمخدرات أشد خطراً.
الأهداف
*
* زيادة معرفة أخطار استعمال المخدرات.
* تشجيع المواقف الرافضة تجاه استعمال المخدرات بهدف تقليل احتمال استعمال المخدرات عامة.
* الإثناء عن تجريب المخدرات.
2- النهج الواقعي
فلسفته
*
* تؤدي المعرفة الدقيقة والمتوازية بآثار المخدرات والعواقب الاجتماعية والشخصية لاستعمالها إلى اتخاذ قرار إما بعدم استعمال المخدرات ، أو رفض الأنواع الأشد خطراً.
* كذلك يتيح الفهم الأفضل لطبيعة الاستعمال غير المشروع للمخدرات، إلى حدوث استجابة أكثر رشداً تجاه المشكلة.
الأهداف
*
* زيادة رد الفعل الرافض تجاه استعمال المخدرات.
* زيادة المعرفة والاهتمام بطبيعة ومدى المشاكل المرتبطة بالاستعمال غير المشروع للمخدرات.
* تطوير مواقف مناسبة (سلبية ، ولكنها ليست متطرفة) تجاه استعمال المخدرات غير المشروعة.
* تصحيح المفاهيم الخاطئة عن استعمال المخدرات ومستعطي المخدرات.
الجمهور المستهدف لكلا النهجين
أن الجمهور المستهدف قد يشمل أى مجموعة فى المجتمع ، وقد يضم ما يلي:
*
* تلاميذ المدارس.
* الآباء والمعلمون وغيرهم ممن يحتمل أن يؤثروا على سلوك المجموعات المعرضة للخطر (الشخصيات الهشة).
* الأشخاص الذين يتعاملون مع المشاكل المتصلة بذلك (مثل الشرطة والأخصائيين الاجتماعيين).
* الأشخاص المسئولون عن وضع السياسة.
تصميم البرنامج
أن محتويات البرامج الإعلامية ، ستحددها خصائص الجمهور المستهدف والمشكلة والمجتمع.
وعلى سبيل المثال يمكن أن يشمل الإعلام:
*
* الوضع القانوني لمخدرات معينة.
* آثار مخدرات معينة.
* طبيعة ومدى الاستعمال غير المشروع للمخدرات.
* الخصائص الاجتماعية والنفسية للأفراد المستعملين للمخدرات.
* العلاقة بين استعمال المخدرات والمشاكل الاجتماعية الأخرى.
* المشاكل الاجتماعية للاستعمال غير المشروع للمخدرات.
* المشاكل البدنية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية للاستعمال غير المشروع للمخدرات والتى يتحملها الفرد.
* كيفية الحكم على شخص ما بأنه يستعمل المخدرات غير المشروعة.
* طرق التماس المساعدة لمستعملي المخدرات.
* المبادرات التى يمكن أن تقلل لأدنى حد من الآثار الضارة للاستعمال غير المشروع للمخدرات.
تنفيذ البرامج الإعلامية
يتحدد تنفيذ البرامج الإعلامية بما يلي :
*
* خصائص الجمهور المستهدف.
* الموارد المالية.
* الدرجة التى يمكن بها الوصول للجمهور المستهدف والتأثير فيه.
* محتويات البرامج الإعلامية.
ويمكن تنفيذ برامج الإعلام باستخدام الوسائل التالية:
*
* الاتصال الشخصي الذى يأخذ شكل مناقشات أو عمل مجموعات من الأشخاص المحتكين بمستعملي المخدرات ، ويجب النص على مشاركة المجتمع ، واستخدام المنشآت القائمة بالمجتمع مثل نوادى الشباب والمدارس.
* المواد المطبوعة التى يمكن أن توزع على الجمهور المستهدف ، والتى تركز على الحقائق الأساسية عن استعمال المخدرات والوسائل التى يمكن بها الاستفادة من الخدمات .
* الإذاعة والتلفزيون والصحف التى تلعب أدوارا واقعية ومسئولة ..إما فى تبديد المخاوف التى لا أساس لها ، أو تنبيه المجتمع إلى المشكلة.
* الأفلام ، والمقالات المطبوعة وحملات الملصقات ، والتى يمكن أن تبث رسائل إعلامية بسيطة وقصيرة.
*****
بعض آثار البرامج الإعلامية
*
* فى حين أن نهج "الترويع" قد يكون مؤثرا مع من يفتقرون إلى المعرفة أو الخبرة بالمخدرات ، فإنه يمكن أيضاً أن يكون غير ذى جدوى مع آخرين.
*
* الدقة أمر أساسي فى أى برنامج 000 أن رسالة بأكملها يمكن أن ترفض ، إذا نشأ اعتقاد بأن جزءا منها غير دقيق . وهناك خطر أن بعض الأفراد سوف يستمرون فى استخدام المخدر تحدياً وسيجدون أن مستعطي المخدرات أشخاص جذابون .
*
* الاتصال الشخصي يسمح بمشاركة أكبر ، لكن المجموعات يجب أن تبقى صغيرة بدرجة تكفل المشاركة النشيطة.
*
* المواد المطبوعة يمكن أن تصل إلى جمهور أكبر وتتيح وقتاً أكبر لفهم محتواها واستيعابه000 ومع ذلك ، فإنه ما لم يدرك الجمهور أن هناك حاجة للمعلومات، فإنه من المرجح أنها لن تقرأ.
*
* وسائل الإعلام الجماهيري التى تستطيع أن تصل لجمهور أكبر- وأن كانت قدرتها محدودة فى معالجة القضايا المعقدة - هى عناصر مساعدة نافعة للبرامج الأخرى.
*
* فى البلاد التى يتعذر فيها الاتصال عن طريق الكلمة المطبوعة بسبب انخفاض معرفة القراءة يتعين متابعة برامج الإعلام لتعدى تأثيرها على جمهور معين إلى كل فئات المجتمع.
الضوابط التي يجب مراعاتها عند مناقشة مشكلة الإدمان
هذه الضوابط هي في تقديري ومن واقع التجارب العملية في مجال الاحتكاك بفئات المرضي المدمنين والشباب الذين هم على حافة هاوية الإدمان وأيضا الشباب الأصحاء وهي :
يجب أن تخفف الجرعات الإعلامية لتصل إلى الشكل المعتدل المطلوب .
يجب أن تسير السياسة الإعلامية بسرعة منتظمة متأنية فيما يعرف بسياسة النفس الطويل ، و لا يجوز تصور أن مشكلة الإدمان هي مشكلة هذه الأيام من تاريخنا المعاصر، و إنما هي مشكلة العصور وأن استمرارها على مدى الأجيال قائم و جائز … فقد تختلف الأساليب و الأنواع التي يتعاطاها المدمن حسب مقتضيات كل عصر ، و لكن شذوذ وانحرافات الشباب هو شيء قائم في كل البلدان و المجتمعات .
ويؤكد ذلك استعراض تاريخ أي شعب من الشعوب في هذا المجال الخاص أو في مجال انحرافات الشباب على وجه العموم .
يجب ألا تكون الحملة الإعلامية مكثفة في فترة زمنية محددة ثم سرعان ما تنطفئ آثارها وتختفي تماما لأن ذلك قد يشكك في جديتها وقيمتها و قد يبعث على الرجوع للإدمان بشكل أكثر وأعمق .
أن تكون مقننة و مستندة إلى الإسلوب العلمي السليم .
أن تبحث المادة الإعلامية جيداً بواسطة المتخصصين قبل وصولها إلى الجمهور وأن يمنع كل من هو غير متخصص في التدخل الإعلامي الذي قد يسيء أكثر مما ينفع .
- أن تكون طريقة العرض الإعلامي على شكل واقع ملموس أكثر من عرضها بطريقة النصائح و المحاضرات النظرية البحتة ، وذلك معناه عرض الموضوع في شكل تمثيليات تمس الواقع أو بتقديم نماذج بطريقة غير مباشرة.
- أن تصنف الوسائل الإعلامية تبعاً للفئات الموجهة إليهم ، فهناك فرق بين الإعلام الموجه للمتعاطي ، عن الإعلام الموجه للمتاجرين في مواد الإدمان وعن الموجه إلى الوسطاء … أو الموجه إلى الشباب الذين نخشى عليهم من الانحراف.
- أن يركز الإعلام على عرض الأضرار ثم يلحق بها مباشرة البديل أو السلوك السليم الذي يحل محل الانحراف .
-" أن يركز الإعلام على ما يجب أن يفعله الشباب من إيجابيات و ما هي مجالات العمل و ممارسة الأنشطة و الهوايات لمواجهة الفراغ و مشاكله التي تؤدي به إلى الضياع و الانحراف .
- أن تتوافر الثقة الكاملة بين القائمين على الإعلام وبين قطاعات الشباب وأن تكون الصراحة والصدق والأسلوب المباشر هو الهدف الرئيسي للإعلام.
-أن نفتح المجالات الإعلامية أمام الشباب للمشاركة وإبداء الرأي و الحوار وكذلك أن يكون ضمن فريق العمل الإعلامي مجموعة من الشباب .
- أن تتحد كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في الاسلوب و الخطة والهدف بحيث لا يحدث الانشقاق بينهم مما يزيد من البلبلة الفكرية وفقدان الثقة فيها
نسأل الهدايا لنا ولجميع المدمنين